مع صوت كلاكسات
السيارات المرتفع كالعاده والتى لا يسمعها ولا يعيرها اى اهتمام لوضعه سماعات الاذن وانشغاله بالاستماع الى اذاعة
الشباب والرياضه ويدخل الى جلسته المعتاده على المقهى بوجه يبدو عليه التأثر لما
يسمعه ويجلس وسط اصدقائة ليقطع تركيزه احدهم وهو ينزع سماعات الاذن عنوه
ويسأله " ايه النظام ؟ ولا زى كل يوم مش
كنا سافرنا الساحل بدل البهدله دى !! "
ليرد عليه قائلا
" انا حشرب على حسابك النهارده .. خلاص المصلحة تمت وجبت تذاكر الماتش"
لتتعالى اصوات
اصدقائه والكل يرسم ابتسامة النصر بعد الحصول على التأكيد بوجود تذاكر المبارة
الفاصلة امام غانا
ويرد احد اصدقائه
" مش قلتلكوا احنا مش بتوع ساحل فى الوقت
ده .. احنا صح .. مشاريبكو كلها النهارده على حسابى "
ويخرج صديقنا من شنطته الصغيره تذاكر اللقاء وسط
انبهار من اصدقائه كأنهم يرون احدى التطبيقات الحديثة لشركة أبل.
" كل واحد ياخد تذكرته من دلوقتى عشان لو
تهنا من بعض واحنا داخلين " وينادى لصبى المقهى " خلاص يا عم تذكرتك اهى
وخد اجازة بكره حتيجى الماتش معانا".
استمرت جلسة
الاصدقاء الى ما قبل منتصف الليل بقليل كما جرت العاده ثم يقررون المغادرة استعدادا ليوم المباراة الشاق
على ان يتقابلوا فى العاشرة من صباح الغد امام المقهى
" يا عم مش بدرى كده ده الماتش الساعه 7
بالليل ؟ "
ويرد احدهم "
يا عم انت اول مرة تيجى الاستاد واحنا فاهمين اكتر منك .. لسه حنتقابل وعقبال ما
نروح وندخل مش قبل الساعه 2 الضهر " .
يعود صديقنا الى
منزله منتشيا بالانتصار بعد حصوله على فرصة حضور اللقاء الفاصل ويرن هاتفه المحمول
وكان عالطرف الاخر احد اصدقائه من الساحل الشمالى
" مش كنت طلعت
معانا ؟ "
واجابه بنبرة صوت مستهزأه " خلى بقى الساحل ينفعك وانا حشوف
مصر بتصعد كاس العالم من الملعب".
بمجرد دخوله الى
شقته يستقبله والده بنظره تحمل تساؤل ولكن تاتى الاجابة سريعه
" خلاص يا حاج التذكره معايا .. مش كنت جيت
معايا وحضرت اللقطة التاريخيه دى ؟ "
" طب تعالى
اتعشى واتفرج معايا عالتليفزيون .. ده كل القنوات مفيش سيره غير الماتش"
" لا يا حاج
حنام خفيف .. بقولك ايه اغنية لؤى اشتغلت ؟ "
" ده لؤى
وشيرين وحسين الجسمى وكل حاجه على ماتشات واجوان المنتخب "
" يا مسهل
ونصعد " قالها بابتسامه يعلوها الحذر
تشكيل المنتخب
النهارده كويس .. هو بس القصة ان الدفاع والباكات يمسكو نفسهم وحسام غالى مع حسنى
عبد ربه ومحمد الننى يركزوا وعندك بقى ابو تريكه وصلاح وعمرو زكى تقال قدام والدكه
بتاعتنا كويسه فى شيكا واحمد عبد الظاهر واحمد عيد وحسام عاشور ممكن يفرقوا معانا.
" هو الماتش
متكهرب بس كده ليه ؟ "
احنا ماشيين كويس وهما مش تقال اوى بس فرق السرعات
معاهم "
" يا عم
متقلقش احنا روحنا فى كرتين بس تريكه وصلاح يركزوا شوية وعمرو فى العالى حياخد
منهم واحده"
" بص فوق كده
؟ "
" ايه ده يا
جدع .. ده 120 الف بيشربوا سجاير فى نفس الوقت ... دى ولا السحابه السوده "
" حتخرج فى
الاستراحه ؟ "
" لا يا عم ..
انت عقبال ما تخرج ونرجع يكون الشوط التانى خلص ومصر فى البرازيل "
ترتفع سخونة
المبارة وسط هجمات مرتده خطيره من غانا ولكن العارضه تصدت ببساله وسط ارتباك من
حارس المرمى وخط الدفاع.
" يا عم دول
تقال اوى .. ده بواتينج اللى كان بيلعب فى الميلان راجع المنتخب مخصوص للماتش ده هو
و مونتارى .. انا قلتلك نتيجة 0-0 هناك دى وحشه اهو لو خلص كده حنقعد بقى فى قصة
ضربات جزاء "
" يا عم
متقلقش بس وقول يارب وهى حتفك فى الاخر "
الدقيقه 88 ولسه
الماتش تعادل 0-0 ودربكه فى نص الملعب والننى قطع الكورة من بواتنج ولعب بينيه
عالطرف لمحمد صلاح عداها من جمب مونتارى ورايح عالجون بسرعته من الطرف اليمين ..
حيعدى من الباك الشمال .. جت على شمال صلاح ورفع عينه فى اتجاه المرمى
" بتاعته دى
.. يالا يا صلااااااااااااااااااااااااااح "
جوووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووون
" قوم يا ابنى
كل ده نوم !! .. انت شكلك اتجننت خلاص .. تليفونك بيرن بقاله ساعه وصحابك واقفين تحت
بيقولوا انكوا متأخرين على الاستاد "
نظر الى شاشه هاتفه
المحمول ليجدها الحادية عشر صباحا ويقفز مسرعا وفى خلال عشر دقائق يكون امام باب
منزله ويقاطعه والده
" ابقى غير
ورقة النتيجه وانت نازل "
انتزع ورقة النتيجه
ليجد تاريخ اليوم هو الأحد 17 نوفمبر 2013
" ايه ده يا
بابا .. النهارده 17 نوفمبر !! "
" ايوه ماله
يعنى ؟ "
" يا بابا ده
كانت تاريخ ماتش مصر والجزائر 89 .. ده اول ماتش انت خدتنى معاك الاستاد "
" ياااااااه
.. فال خير يا ابنى ده "
" ادعى بس انت
هنا مع ماما واختى واحنا حنصعد ان شاء الله "
ملحوظه : كل ما سبق هو من خيال الكاتب
ونتمنى حدوثه
كلمة اخيره ..
" كل الناس بتقول يا رب "
-------------------------
"تم كتابته فى سبتمبر 2013"